teeth condom
الطبيبة سونيت إهليرز تحمل الواقي النسائي ذو الأسنان
أصبح حلم الطبيبة  الجنوب أفريقية "سونيت إهليرز" حقيقة بعد مرور 40 سنه، حيث توصلت إلى اختراع واقي أنثوي "لولب"، أطلقت عليه اسم "Rape-aXe" وهو يشبه الأسنان، التي تنغرس في عضو المغتصب، ولا يمكن إزالته إلا بمعرفة الأطباء.
وما دفع إهليرز للاصرار على اختراع مثل هذا الواقي الانثوي عندما تلقت اتصالاً هاتفياً أثناء الليل، يفيد بتعرض إحدى الفتيات في جنوب أفريقيا للاغتصاب، وبدت الفتاة وكأنها جثة تحاول أن تلتقط أنفاسها بصعوبة، وقد غابت معالم الحياة عن عيونها.
ونظرت الفتاة الضحية إلى الطبيبة الشابة، وقالت لها: "تمنيت لو أن لي أسنان في الأسفل"، وهو ما دعا إهليرز التي كانت في الـ20 من عمرها الى التفكير في الأمر بجدية، لدرجة أنها وعدت الفتاة بأنها ستبذل قصارى جهدها للتوصل إلى طريقة ما، "لمساعدة أمثالها من الفتيات في يوم ما".
وتقوم الطبيبة حاليا بتوزيع اختراعها الجديد على العديد من النساء في جنوب أفريقيا، والتي تُسلط عليها الأضواء الإعلامية العالمية حالياً، حيث تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
وشرحت الطبيبة طريقة عمل "اللولب" الجديد بأنه يحتوي على صف من الخطاطيف التي تشبه الأسنان، من الداخل، وفي حالة تعرضها لمحاولة اغتصاب، فإن هذه الخطاطيف تنغمس في عضو الرجل، وقالت: "إنه يسبب له آلماً شديداً، بحيث لا يستطيع التبول ولا حتى السير، ولذلك فإنه اختراع فعال".
teeth condom
صورة الواقي النسائي المسنن 

وكشفت إهليرز عن أنها قامت ببيع منزلها وسيارتها للإنفاق على هذا الاختراع، مشيرةً إلى أنها تخطط لتوزيع نحو 30 ألف قطعة مجانية على سبيل التجربة، أثناء فترة كأس العالم.
وقالت إنها استعانت بفريق من الأطباء والمهندسين والباحثين النفسيين، للتأكد من سلامة الواقي الجديد، بالنسبة للمرأة بالطبع، وأضافت أنه بعد الفترة التجريبية، فإنه سيتم توفيره بسعر دولارين للقطعة الواحدة، ودعت النساء اللاتي حصلن عليه إلى إفادتها بأية تطورات بشأن استخدامه.
وذكرت إهليرز أن "الوقت المناسب لأن ترتدي المرأة هذا الجهاز، عندما تضطر إلى الخروج في موعد تتخوف منه، أو أثناء تواجدها في منطقة غير مأمونة".
كما أشارت إلى أن والدة فتاتين ذهبت إلى أحد السجون، وتحدثت مع مدانين بجرائم اغتصاب، وسألتهم عما إذا كان وجود مثل هذا الاختراع سيجعلهم يعيدون التفكير، وقد أجابها البعض بالإيجاب.
إلا أن معارضين للفكرة يرون أن الواقي الأنثوي لا يمثل حلاً لمشكلة الاغتصاب على المدى الطويل، كما يمكنه أن يجعل من النساء أكثر عرضة للعنف، والتي قد تصل إلى القتل، من رجال قد يتعرضون للأذى بسبب هذا الجهاز.

واقي نسائي بأسنان للحماية من الإغتصاب

hot cop

تعد الحرية الجنسية من أهم الأشياء التي يجب أن يمتلكها الإنسان، لذلك إذا قام أحد بإجبارك على فعل جنسي لا ترغبه فإنه يستحق العقاب، وقد حرصت كل الأديان والقوانين على حماية حق الإنسان في الحفاظ على حريته الجنسية وإلحاق العقوبات بكل من يتعدى عليها، ولكن هناك بعض القوانين الغريبة لتنظيم العلاقات الجنسية، ومن هذه القوانين:

1 ـ في فنادق مدينة "سيوكس فولز" بولاية ساوث داكوتا، من غير المسموح للنزلاء ممارسة الجنس على أرضية الغرف، ويعد هذا الأمر غير قانونيا على الإطلاق، كما أن كل غرفة تحتوي على سريرين متماثلين يبعد كل منهما عن الآخر بمقدار قدمين.

2ـ كانت القوانين في إندونيسيا تفرض عقوبة على من يمارس العادة السرية يمكن أن تصل إلى قطع الرأس.

3ـ كان القانون في مدينة الإسكندرية لا يسمح للأزواج بممارسة الجنس مع أزواجهم، إذا كانت تفوح منهم رائحة الثوم والبصل، إذ يمكنها ساعتها أن ترفض معاشرته جنسيا حتى يتخلص من تلك الرائحة.

4ـ في نيفادا الأمريكية غير مسموح لأحد بممارسة الجنس دون أن يرتدي واقي ذكري، ومن يتم ضبطه وهو يمارس الجنس دون عازل، يتم عقابه بالسجن أو الغرامة.

5ـ في كولومبيا عندما تتزوج الفتاة وتمارس الجنس للمرة الأولى مع زوجها في ليلة الزفاف لابد من أن تكون أمها حاضرة هذا اللقاء الجنسي ومتواجدة في نفس الغرفة.

6ـ في البحرين لا يمكن لطبيب النساء والتوليد أن ينظر إلى الأعضاء الجنسية للمرأة أثناء فحصها، ولكن يمكن له فقط أن يلمسها.

7ـ في بريطانيا غير مسموح لك بممارسة الجنس في سيارة واقفة، يمكنك فقط أن تمارسه إذا كانت السيارة تتحرك.


8ـ في ولاية إلينوي يعاقب القانون كل شخص يحدث له انتصاب في الأماكن العامة، وكان هناك قانون يمنع الرقص المثير في الشوارع.

9ـ في إسبانيا في القرن السابع عشر كان هناك قانون يحظر رؤية أحد لقدمي المرأة ما عدا زوجها، أما صدرها فلا توجد مشكلة في ذلك.

10ـ كانت القوانين في التبت تجبر النساء على ممارسة الدعارة لفترة طويلة قبل الزواج من أجل اكتساب الخبرة الجنسية التي تساعدها في علاقتها بزوجها.

تعرفوا على أغرب 10 قوانين للجنس في العالم

يمكن قياس مدى حصانة (مقاومة) فيروس (HIV) للدواء عن طريق اختبار مقاومة فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) المتواجد بطريقتين: اما الفحص الجيني (genotype) او الفحص الظاهري (phenotypic). في الفحص الجيني، وهو الفحص الاساسي الذي يتم اعتماده في العديد من الدول، يتم فحص التغيرات الجينية التي طرات على الفيروس، ومنها يتم استخلاص الاستنتاجات بشان الادوية التي اصبح الفيروس قادرا على مقاومتها. تحليل الطفرات المتعددة ليس بالامر السهل، لان المقاومة للدواء ليست امرا نهائيا وحاسما (نعم او لا). ففي بعض الحالات تكفي طفرة واحدة حتى يصبح الفيروس مقاوما للدواء، بينما في حالات اخرى هنالك حاجة الى العديد من الطفرات حتى يصبح الفيروس مقاوما للدواء. الفحص الظاهري، والذي هو فحص اكثر تكلفة من الناحية المالية واكثر تعقيدا من الناحية التقنية، يتم اجراؤه فقط في بضعة مراكز متخصصة في العالم. في هذه الطريقة من الفحص، يتم احتضان الفيروس في بيئة استنبات خاصة تحتوي على خلايا محددة مع الادوية المختلف، ثم يجري قياس التركيز اللازم من الدواء الكافي لتثبيط الفيروس. كلما كان تركيز الدواء المطلوب لتثبيط الفيروس اكثر كان الفيروس اكثر حصانة ومقاومة لهذا الدواء.

فيروس (HIV) هو الفيروس المسبب لمرض نقص المناعة البشرية (الايدز). هذا الفيروس يتميز بقدرته الهائلة على تغيير رمزه الوراثي ذاته (اي، انتاج طفرات) وعلى ملاءمة نفسه للبيئة المحيطة به. بسبب هذه الميزة، يصبح جزء كبير من الفيروسات (HIV) حصينا (Durable) للادوية وللعلاج. حتى 15% من المرضى الذين يصابون بهذا الفيروس قد يصابون بالفيروس الحصين للعلاج، وقد يطور جزء كبير جدا من الفيروسات لدى المرضى المعالجين بالادوية، وخصوصا المرضى الذين لا يتناولون الادوية بانتظام، حصانة (مقاومة) للعلاج.

البروتين (وهو الانزيم الذي يقوم الدواء المثبط للفيروس بتثبيطه) مبني من وحدات تدعى الاحماض الامينية (Amino acids). هذه الوحدات مرقمة بحسب موقعها في سلسلة البروتين. تغير احماض النواة (اي تغير الجينات – طفرة) يسبب تغير الاحماض الامينية في موقع معين وتحولها الى حامض اميني اخر، او قد تسبب اضافة او ازالة احماض امينية. هذه التغيرات تسبب تغير مبنى البروتين، وهو الشيء الذي يسبب عدم فعالية الدواء على هذا البروتين، او ان يكون تاثير الدواء على البروتين محدودا. وفي بعض الاحيان قد تؤدي هذه التغيرات الى عدم انتاج البروتين، اطلاقا، وحينها لا يستطيع الفيروس الانقسام والتكاثر وان يقوم بعمله كالمعتاد.

اختبار مقاومة فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)

رنين الهاتف يعلوا شيئاً فشيئا .. والشيخ ( محمد ) يغط في سبات عميق … لم يقطعه إلا ذلك الرنين المزعج … فتح ( محمد ) عينيه .. ونظر في الساعة الموضوعة على المنضدة بجواره … فإذا بها تشير إلى الثانية والربع بعد منتصف الليل !!… لقد كان الشيخ ( محمد ) ينتظر مكالمة مهمة .. من خارج المملكة .. وحين رن الهاتف في هذا الوقت المتأخر .. ظن أنها هي المكالمة المقصودة .. فنهض على الفور عن فراشة .. ورفع سماعة الهاتف .. وبادر قائلاً : نعم !! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فسمع على الطرف الآخر … صوتاً أنثوياً ناعما يقول :
لو سمحت !! .. هل من الممكن أن نسهر الليلة سوياً عبر سماعة الهاتف ؟!! فرد عليها باستغراب ودهشة قائلا : ماذا تقولين ؟!! … من أنتِ ؟!! .. فردت عليه بصوت ناعم متكسر : أنا اسمي ( ) .. وأرغب في التعرف عليك .. وأن نكون أصدقاء وزملاء ( !!! ) .. فهل عندك مانع ؟!! أدرك الشيخ ( محمد ) أن هذه فتاة تائهة حائرة .. لم يأتها النوم بالليل .. لأنها تعاني أزمة نفسية أو عاطفية .. فأرادت أن تهرب منها بالعبث بأرقام الهاتف !! فقال لها : ولماذا لم تنامي حتى الآن يا أختي ؟!! فأطلقت ضحكة مدوية وقالت : أنام بالليل ؟!!.. وهل سمعت بعاشق ينام بالليل ؟!!.. إن الليل هو نهار العاشقين !!! فرد عليها ببرود : أرجوك : إذا أردتِ أن نستمر في الحديث .. فابتعدي عن الضحكات المجلجلة والأصوات المتكسرة .. فلست ممن يتعلق قلبه بهذه التفاهات !! تلعثمت الفتاة قليلاً … ثم قالت : أنا آسفة … لم أكن أقصد !! فقال لها ( محمد ) ساخراً : ومن سعيد الحظ ( !!! ) الذي وقعتِ في عشقه وغرامه ؟!!
فردت عليه قائلة : أنتَ بالطبع ( !!! ) فقال مستغرباً : أنا ؟!! .. وكيف تعلقتِ بي .. وأنتِ لا تعرفينني ولم تريني بعد ؟!! فقالت له : لقد سمعت عنك الكثير من بعض زميلاتي في الكلية .. وقرأت لك بعض المؤلفات .. فأعجبني أسلوبها العاطفي الرقيق .. والأذن تعشق قبل العين أحيانا ( !!! ) قال لها محمد : إذن أخبريني بصراحة …كيف تقضين الليل ؟!! فقالت له : أنا ليلياً أكلم ثلاثة أو أربعة شباب !! … أنتقل من رقم إلى رقم … ومن شاب إلى شاب عبر الهاتف .. أعاكس هذا .. وأضحك مع هذا .. وأمني هذا … وأعد هذا .. وأكذب على هذا .. وأسمع قصائد الغزل من هذا .. وأستمع إلى أغنية من هذا .. وهكذا دواليك حتى قرب الفجر !! .. وأردت الليلة أن أتصل عليك .. لأرى هل أنت مثلهم !! أم أنك تختلف عنهم ؟! .. فقال لها : ومع من كنتِ تتكلمين قبل أن تهاتفينني ؟!!… سكتت قليلاً .. ثم قالت : بصراحة .. كنت أتحدث مع ( وليد ) .. إنه عشيق جديد .. وشاب وسيم أنيق !! .. رمى لي الرقم اليوم في السوق .. فاتصلت عليه وتكلمت معه قرابة نصف الساعة !!.. فقال لها الشيخ ( محمد ) على الفور : ثم ماذا ؟!! .. هل وجدتِ لديه ما تبحثين عنه ؟!! فقالت بنبرة جادة حزينة : بكل أسف .. لم أجد عنده ولا عند الشباب الكثيرين الذين كلمتهم عبر الهاتف أو قابلتهم وجهاً لوجه … ما أبحث عنه ؟!! .. لم أجد عندهم ما يشبع جوعي النفسي .. ويروي ظمأي الداخلي !! .. سكتت قليلاً .. ثم تابعت : إنهم جميعا شباب مراهقون شهوانيون !! .. خونة .. كذبة .. مشاعرهم مصطنعة .. وأحاسيسهم الرقيقة ملفقة .. وعباراتهم وكلماتهم مبالغ فيها .. تخرج من طرف اللسان لا من القلب .. ألفاظهم أحلى من العسل .. وقلوبهم قلوب الذئاب المفترسة .. هدف كل واحد منهم .. أن يقضي شهوته القذرة معي .. ثم يرميني كما يرمى الحذاء البالي .. كلهم تهمهم أنفسهم فقط .. ولم أجد فيهم إلى الآن – على كثرة من هاتفت من الشباب – من يهتم بي لذاتي ولشخصي !! .. كلهم يحلفون لي بأنهم يحبونني ولا يعشقون غيري .. ولا يريدون زوجة لهم سواي !! .. وأنا أعلم أنهم في داخلهم يلعنونني ويشتمونني !! .. كلهم يمطرونني عبر السماعة بأرق الكلمات وأعذب العبارات .. ثم بعد أن يقفلوا السماعة .. يسبونني ويصفونني بأقبح الأوصاف والكلمات !! ..
إن حياتي معهم حياة خداع ووهم وتزييف !! .. كل منا يخادع الآخر .. ويوهمه بأنه يحبه !!
وهنا قال لها الشيخ ( محمد ) : ولكن أخبريني : ما دمتِ لم تجدي ضالتك المنشودة .. عند أولئك الشباب التائهين التافهين .. فهل من المعقول أن تجديها عندي ؟!! .. أنا ليس عندي كلمات غرام .. ولا عبارات هيام .. ولا أشعار غزل .. ولا رسائل معطرة !! فقاطعته قائلة : بالعكس .. أشعر – ومثلي كثير من الفتيات – أن ما نبحث عنه .. هو موجود لدى الصالحين أمثالك ؟!! .. إننا نبحث عن العطاء والوفاء .. نبحث عن الأمان .. نطلب الدفء والحنان .. نبحث عن الكلمة الصادقة التي تخرج من القلب لتصل إلى أعماق قلوبنا .. نبحث عمن يهتم بنا ويراعي مشاعرنا .. دون أن يقصد من وراء ذلك .. هدفاً شهوانياً خسيساً .. نبحث عمن يكون لنا أخاً رحيما .. وأباً حنونا .. وزوجاً صالحا !! إننا باختصار نبحث عن السعادة الحقيقية في هذه الدنيا !! .. نبحث عن معنى الراحة النفسية .. نبحث عن الصفاء .. عن الوفاء .. عن البذل والعطاء !!
فقال لها ( محمد ) والدموع تحتبس في عينيه حزناً على هذه الفتاة التائهة الحائرة : يبدو أنكِ تعانين أزمة نفسية .. وفراغاً روحياً .. وتشتكين هماً وضيقاً داخلياً مريرا .. وحيرة وتيهاً وتخبطا .. وتواجهين مأساة عائلية .. وتفككاً أسريا !! فقالت له : أنت أول شخص .. يفهم نفسيتي ويدرك ما أعانيه من داخلي !! فقال لها : إذن حدثيني عنك وعن أسرتك قليلا .. لتتضح الصورة عندي أكثر … فقالت الفتاة : أنا أبلغ من العمر عشرين عاما .. وأسكن مع عائلتي المكونة من أبي وأمي .. وثلاثة أخوة وثلاث أخوات .. واخوتي وأخواتي جميعهم تزوجوا إلا أنا وأخي الذي يكبرني بعامين .. وأنا أدرس في كلية ( ….. ) فقال لها : وماذا عن أمك ؟ وماذا عن أبيك ؟
فقالت : أبي رجل غني مقتدر ماليا .. أكثر وقته مشغول عنا .. بأعماله التجارية … وهو يخرج من الصباح .. ولا أراه إلا قليلا في المساء .. وقلما يجلس معنا .. والبيت عنده مجرد أكل وشرب ونوم فقط … ومنذ أن بلغت .. لم أذكر أنني جلست مع أبي لوحدنا .. أو أنه زارني في غرفتي .. مع أنني في هذه السن الخطيرة في أشد الحاجة إلى حنانه وعطفه .. آه !! كم أتمنى أن أجلس في حضنه .. وأرتمي على صدره .. ثم أبكي وأبكي وأبكي !!! لتستريح نفسي ويهدأ قلبي !!! وهنا أجهشت الفتاة بالبكاء … ولم يملك ( محمد ) نفسه … فشاركها بدموعه الحزينة .
بعد أن هدأت الفتاة .. واصلت حديثها قائلة : لقد حاولت أن أقترب منه كثيرا .. ولكنه كان يبتعد عني .. بل إنني في ذات مرة .. جلست بجواره واقتربت منه .. ليضمني إلى صدره .. وقلت له أبي محتاجة إليك يا أبي … فلا تتركني أضيع … فعاتبني قائلا : لقد وفرت لكِ كل ما تتمناه أي فتاة في الدنيا !! .. فأنتِ لديك أحسن أكل وشرب ولباس … وأرقى وسائل الترفيه الحديثة .. فما الذي ينقصك ؟!!.. سكتُّ قليلا .. وتخيلت حينها أنني أصرخ بأعلى صوتي قائلة : أبي : أنا لا أريد منك طعاماً ولا شرابا ولا لباسا .. ولا ترفاً ولا ترفيها .. إنني أريد منك حنانا .. أريد منك أمانا … أريد صدراً حنونا .. أريد قلباً رحيما .. فلا تضيعني يا أبي !! ولما أفقت من تخيلاتي .. وجدت أبي قد قام عني .. وذهب لتناول طعام الغداء … وهنا قال لها ( محمد ) هوني عليك .. فلعل أباكِ نشأ منذ صغره .. محروما من الحنان والعواطف الرقيقة .. وتعلمين أن فاقد الشيء لا يعطيه !! .. ولكن ماذا عن أمك ؟ أكيد أنها حنونة رحيمة ؟ فإن الأنثى بطبعها رقيقة مرهفة الحس .. قالت الفتاة : أمي أهون من أبي قليلا .. ولكنها بكل أسف .. تظن الحياة أكلا وشربا ولبسا وزيارات فقط .. لا يعجبها شيء من تصرفاتي .. وليس لديها إلا إصدار الأوامر بقسوة .. والويل كل الويل لي .. إن خالفت شيئا من أوامرها ..و( قاموس شتائمها ) أصبح محفوظاً عندي .. لقد تخلت عن كل شيء في البيت ووضعته على كاهلي وعلى كاهل الخادمة .. وليت الأمر وقف عند هذا .. بل إنها لا يكاد يرضيها شيء .. ولا هم لها إلا تصيد العيوب والأخطاء .. ودائما تعيرني بزميلاتي وبنات الجيران .. الناجحات في دراستهن .. أو الماهرات في الطبخ وأعمال البيت .. وأغلب وقتها تقضيه في النوم .. أو زيارة الجيران وبعض الأقارب .. أو مشاهدة التلفاز … ولا أذكر منذ سنين .. أنها ضمتني مرة إلى صدرها .. أو فتحت لي قلبها …
قال لها ( محمد ) وكيف هي العلاقة بين أبيك وأمك ؟ فقالت الفتاة : أحس وكأن كلا منهما لا يبالي بالآخر .. وكل منهما يعيش في عالم مختلف .. وكأن بيتنا مجرد فندق ( !!! ) .. نجتمع فيه للأكل والشرب والنوم فقط …. حاول محمد أن يعتذر لأمها قائلا : على كل حال .. هي أمك التي ربتك .. ولعلها هي الأخرى تعاني من مشكلة مع أبيك .. فانعكس ذلك على تعاملها معك … فالتمسي لها العذر .. ولكن هل حاولتِ أن تفتحي لها قلبك وتقفي إلى جانبها ؟ فهي بالتأكيد مثلك …. تمر بأزمة داخلية نفسية !! فقالت الفتاة مستغربة : أنا أفتح لها صدري … وهل فتحت هي لي قلبها ؟ … إنها هي الأم ولست أنا .. إنها وبكل أسف .. قد جعلت بيني وبينها – بمعاملتها السيئة لي – جداراً وحاجزاً لا يمكن اختراقه !! فقال لها ( محمد ) ولماذا تنتظرين أن تبادر هي .. إلى تحطيم ذلك الجدار ؟!! .. لماذا لا تكونين أنتِ المبادرة ؟!!… لماذا لا تحاولين الاقتراب منها أكثر ؟!! فقالت : لقد حاولت ذلك .. واقتربت منها ذات مرة .. وارتميت في حضنها .. وأخذت أبكي وأبكي .. وهي تنظر إلي باستغراب !! .. وقلت لها : أماه : أنا محطمة من داخلي … إنني أنزف من أعماقي !! .. قفي معي .. ولا تتركيني وحدي … إنني أحتاجك أكثر من أي وقت مضى … !! فنظرت إلي مندهشة !!.. ووضعت يدها على رأسي تتحسس حرارتي … ثم قالت : ما هذا الكلام الذي تقولينه ؟! … إما أنكِ مريضة !! .. وقد أثر المرض على تفكيرك .. وإما أنكِ تتظاهرين بالمرض .. لأعفيكِ من بعض أعمال المنزل .. وهذا مستحيل جداً … ثم قامت عني ورفعت سماعة التليفون .. تحادث إحدى جاراتها .. فتركتها وعدت إلى غرفتي .. أبكي دماً في داخلي قبل أن أبكي دموعاً !!.. ثم انخرطت الفتاة في بكاء مرير !!
حاول ( محمد ) أن يغير مجرى الحديث فسألها : وما دور أخواتك وأخوتك الآخرين ؟
فقالت : إنه دور سلبي للغاية !! .. فالإخوان والأخوات المتزوجات .. كل منهم مشغول بنفسه .. وإذا تحدثت معهم عن مأساتي .. سمعت منهم الجواب المعهود : وماذا ينقصك ؟ احمدي ربك على الحياة المترفة … التي تعيشين فيها … وأما أخي غير المتزوج … فهو مثلي حائر تائه .. أغلب وقته يقضيه خارج المنزل .. مع شلل السوء ورفقاء الفساد .. يتسكع في الأسواق وعلى الأرصفة !! أراد الشيخ ( محمد ) أن يستكشف شيئاً من خبايا نفسية تلك الفتاة … فسألها :
إن من طلب شيئاً بحث عنه وسعى إلى تحصيله … وما دمت تطلبين السعادة والأمان .. الذي يسد جوعك النفسي .. فهل بحثتِ عن هذه السعادة ؟؟ فقالت الفتاة بنبرة جادة : لقد بحثت عن السعادة … في كل شيء .. فما وجدتها !!! لقد كنت ألبس أفخر الملابس وأفخمها … من أرقى بيوت الأزياء العالمية .. ظناً مني أن السعادة حين تشير إلى ملابسي فلانة .. أو تمدحها وتثني عليها فلانة … أو تتابعني نظرات الإعجاب من فلانة … ولكنني سرعان ما اكتشفت الحقيقة الأليمة …. إنها سعادة زائفة وهمية .. لا تبقى إلا ساعة بل أقل … ثم يصبح ذلك الفستان الجديد الذي كنت أظن السعادة فيه … مثل سائر ملابسي القديمة .. ويعود الهم والضيق والمرارة إلى نفسي … وأشعر بالفراغ والوحدة تحاصرني من كل جانب .. ولو كان حولي مئات الزميلات والصديقات !! ظننت السعادة في الرحلات والسفرات .. والتنقل من بلد لآخر .. ومن شاطئ لآخر .. ومن فندق لفندق .. فكنت أسافر مع والدي وعائلتي .. لنطوف العالم في الإجازات .. ولكني كنت أعود من كل رحلة .. وقد ازداد همي وضيقي .. وازدادت الوحشة التي أشعر بها تجتاح كيان….. وظننت السعادة في الغناء والموسيقى … فكنت أشتري أغلب ألبومات الأغاني العربية والغربية التي تنزل إلى الأسواق … فور نزولها .. وأقضي الساعات الطوال في غرفتي … في سماعها والرقص على أنغامها … طمعاً في تذوق معنى السعادة الحقيقية .. ورغبة في إشباع الجوع النفسي الذي أشعر به .. وظناً مني أن السعادة في الغناء والرقص والتمايل مع الأنغام … ولكنني اكتشفت أنها سعادة وهمية … لا تمكث إلا دقائق معدودة أثناء الأغنية … ثم بعد الانتهاء منها .. يزداد همي .. وتشتعل نار غريبة في داخلي .. وتنقبض نفسي أكثر وأكثر .. فعمدت إلى كل تلك الأشرطة فأحرقتها بالنار .. عسى أن تطفئ النار التي بداخلي …
وظننت أن السعادة في مشاهدة المسلسلات والأفلام والتنقل بين الفضائيات .. فعكفت على أكثر من ثلاثين قناة .. أتنقل بينها طوال يومي .. وكنت أركز على المسلسلات والأفلام الكوميدية المضحكة .. ظناً مني أن السعادة هي في الضحك والفرفشة والمرح … وبالفعل كنت أضحك كثيراً وأنا اشاهدها … وأنتقل من قناة لأخرى … لكنني في الحقيقة … كنت وأنا أضحك بفمي .. أنزف وأتألم من أعماق قلبي … وكلما ازددت ضحكاً وفرفشة .. ازداد النزيف الروحي …
وتعمقت الجراح في داخلي … وحاصرتني الهموم والآلام النفسية …. وسمعت من بعض الزميلات .. أن السعادة في أن ارتبط مع شاب وسيم أنيق .. يبادلني كلمات الغرام .. ويبثني عبارات العشق والهيام .. ويتغزل بمحاسني كل ليلة عبر الهاتف … وسلكت هذا الطريق .. وأخذت أتنقل من شاب لآخر .. بحثاً عن السعادة والراحة النفسية … ومع ذلك لم أشعر بطعم السعادة الحقيقية .. بل بالعكس .. مع انتهاء كل مقابلة أو مكالمة هاتفية .. أشعر بالقلق والاضطراب يسيطر على روحي … وأشعر بنار المعصية تشتعل في داخلي .. وأدخل في دوامة من التفكير المضني والشرود الدائم … وأشعر بالخوف من المستقبل المجهول .. يملأ علي كياني .. فكأنني في حقيقة الأمر .. هربت من جحيم إلى جحيم أبشع منه وأشنع .. سكتت الفتاة قليلا .. ثم تابعت قائلة : ولذلك لابد أن تفهموا وتعرفوا .. نفسية ودوافع أولئك الفتيات .. اللاتي ترونهن في الأسواق .. وهن يستعرضن بملابسهن المثيرة .. ويغازلن ويعاكسن ويتضاحكن بصوت مرتفع .. ويعرضن لحومهن ومحاسنهن ومفاتنهن .. للذئاب الجائعة العاوية من الشباب التافهين … إنهن في الحقيقة ضحايا ولسن بمجرمات ..إنهن في الحقيقة مقتولات لا قاتلات .. إنهن ضحايا الظلم العائلي .. إنهن حصاد القسوة والإهمال العاطفي من الوالدين .. إنهن نتائج التفكك الأسري والجفاف الإيماني .. إن كل واحدة منهن … تحمل في داخلها مأساة مؤلمة دامية .. هي التي دفعتها إلى مثل هذه التصرفات الحمقاء .. وهي التي قادتها إلى أن تعرض نفسها .. على الذئاب المفترسة التي تملأ الأسواق والشوارع … وإن الغريزة الشهوانية الجنسية .. لا يمكن أن تكون لوحدها … هي الدافع للفتاة المسلمة .. لكي تعرض لحمها وجسدها في الأسواق .. وتبتذل وتهين نفسها بالتقاط رقم فلان .. وتبيع كرامتها بالركوب في السيارة مع فلان .. وتهدر شرفها بالخلود مع فلان …. فبادرها ( محمد ) قائلا : ولكن يبرز هنا سؤال مهم جدا ، وهو : هل مرورها بأزمة نفسية .. ومأساة عائلية .. يبرر لها ويسوغ لها أن تعصي ربها تعالى .. وتبيع عفافها .. وتتخلى عن شرفها وطهرها .. وتعرض نفسها لشياطين الإنس .. هل هذا هو الحل المناسب لمشكلتها ومأساتها ؟؟ هل هذا سيغير من واقعها المرير المؤلم شيئا ؟؟
فأجابت الفتاة : أنا أعترف بأنه لن يغير شيئا من واقعها المرير المؤلم .. بل سيزيد الأمر سوءاً ومرارة .. وليس مقصودي الدفاع عن أولئك الفتيات .. إنما مقصودي : إذا رأيتموهن فارحموهن وأشفقوا عليهن .. وادعوا لهن بالهداية ووجهوهن .. فإنهن تائهات حائرات … يحسبن أن هذا هو الطريق الموصل للسعادة التي يبحثن عنها …. سكتت الفتاة قليلا … ثم تابعت قائلة : لقد أصبحت أشك .. هل هناك سعادة حقيقية في هذه الدنيا ؟!! .. وإذا كانت موجودة بالفعل .. فأين هي ؟!!.. وما هو الطريق الموصل إليها .. فقد مللت من هذه الحياة الرتيبة الكئيبة … فقال لها الشيخ ( محمد ) : أختاه … لقد أخطأتِ طريق السعادة .. ولقد سلكتِ سبيلا غير سبيلها … فاسمعي مني .. لتعرفي طريق السعادة الحقة !! إن السعادة الحقيقية أن تلجأي إلى الله تعالى .. وتتضرعي له .. وتنكسري بين يديه .. وتقومي لمناجاته في ظلام الليل .. ليطرد عنك الهموم والغموم .. ويداوي جراحك .. ويفيض على قلبك السكينة والانشراح … أختاه : إذا أردتِ السعادة فاقرعي أبواب السماء بالليل والنهار .. بدلا من قرع أرقام الهاتف .. على أولئك الشباب التافهين الغافلين الضائعين .. صدقيني يا أختاه .. إن الناس كلهم لن يفهموك .. ولن يقدروا ظروفك .. ولن يفهموا أحاسيسك .. وحين تلجأين إليهم .. فمنهم من يشمت بك .. أو يسخر من أفكارك .. ومنهم من يحاول استغلالك لأغراضه ومآربه الشخصية الخسيسة .. ومنهم من يرغب في مساعدتك .. ولكنه لا يملك لكِ نفعاً ولا ضرا … أختاه : إنكِ لن تجدي دواءً لمرضك النفسي .. لعطشك وجوعك الداخلي .. إلا بالبكاء بين يدي الله تعالى .. ولن تشعري بالسكينة والطمأنينة والراحة .. إلا وأنتِ واقفة بين يديه .. تناجينه وتسكبين عبراتك الساخنة .. وتطلقين زفراتك المحترقة .. على أيام الغفلة الماضية … قالت الفتاة .. والعبرة تخنقها : لقد فكرت في ذلك كثيرا … ولكن الخجل من الله .. والحياء من ذنوبي وتقصيري يمنعني من ذلك .. إذ كيف ألجأ إلى الله وأطلب منه المعونة والتيسير .. وأنا مقصرة في طاعته .. مبارزة له بالذنوب والمعاصي … فقال لها ( محمد ) : سبحان الله …يا أختاه : إن الناس إذا أغضبهم شخص وخالف أمرهم … غضبوا عليه ولم يسامحوه .. وأعرضوا عنه ولم يقفوا معه في الشدائد والنكبات … ولكن الله لا يغلق أبوابه في وجه أحد من عباده .. ولو كان من أكبر العصاة وأعتاهم .. بل متى تاب المرء وأناب … فتح له أبواب رحمته .. وتلقاه بالمغفرة والعفو .. بل حتى إذا لم يتب إليه … فإنه جل وعلا يمهله ولا يعاجله بالعقوبة … بل ويناديه ويرغبه في التوبة والإنابة … أما علمت أن الله تعالى يقول في الحديث القدسي : « إني والجن والإنس في نبأ عظيم .. أتحبب إليهم بنعمتي وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم الفقراء إلي !! من أقبل منهم إلي تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم ، فإني أحب التوابين والمتطهرين ، وإن تباعدوا عني فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، رحمتي سبقت غضبي ، وحلمي سبق مؤاخذتي ، وعفوي سبق عقوبتي ، وأنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها » وما كاد ( محمد ) ينتهي من ذلك الحديث القدسي … حتى انفجرت الفتاة بالبكاء .. وهي تردد : ما أحلم الله عنا … ما أرحم الله بنا …. بعد أن هدأت الفتاة .. واصل الشيخ ( محمد ) حديثه قائلا : أختاه : إنني مثلك أبحث عن السعادة الحقيقية في هذه الدنيا .. ولقد وجدتها أخيرا .. وجدتها في طاعة الله … في الحياة مع الله وفي ظل مرضاته .. وجدتها في التوبة والأوبة .. وجدتها في الإستغفار من الحوبة … وجدتها في دموع الأسحار .. وجدتها في مصاحبة الصالحين الأبرار … وجدتها في بكاء التائبين .. وجدتها في أنين المذنبين .. وجدتها في استغفار العاصين .. وجدتها في تسبيح المستغفرين .. وجدتها في الخشوع والركوع .. وجدتها في الانكسار لله والخضوع .. وجدتها في البكاء من خشية الله والدموع .. وجدتها في الصيام والقيام .. وجدتها في امتثال شرع الملك العلام .. وجدتها في تلاوة القرآن … وجدتها في هجر المسلسلات والألحان … أختاه : لقد بحثت عن الحب الحقيقي الصادق .. فوجدت أن الناس إذا احبوا أخذوا .. وإذا منحوا طلبوا .. وإذا أعطوا سلبوا .. ولكن الله تعالى .. إذا أحب عبده أعطاه بغير حساب .. وإذا أطيع جازى وأثاب .. أتها الغالية : إن الناس لا يمكن أن يمنحونا ما نبحث عنه من صدق وأمان .. وما نطلبه من رقة وحنان .. ونتعطش إليه من دفء وسلوان .. لأن كل منهم مشغول بنفسه .. مهتم بذاته .. ثم إن أكثرهم محروم من هذه المشاعر السامية والعواطف النبيلة .. ولا يعرف معناها فضلا عن أن يتذوق طعمها .. ومن كان هذا حاله .. فهو عاجز عن منحها للآخرين .. لأن فاقد الشيء لا يعطيه كما هو معروف … أختاه : لن تجدي أحدا يمنحك ما تبحثين عنه .. إلا ربك ومولاك .. فإن الناس يغلقون أبوابهم .. وبابه سبحانه مفتوح للسائلين .. وهو باسط يده بالليل والنهار .. ينادي عباده : تعالوا إلي ؟ هلموا إلى طاعتي .. لأقضي حاجتكم .. وأمنحكم الأمان والراحة والحنان .. كما قال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } أختاه : إن السعادة الحقيقية .. لا تكون إلا بالحياة مع الله .. والعيش في كنفه سبحانه وتعالى .. لأن في النفس البشرية عامة .. ظمأ وعطشاً داخلياً .. لا يرويه عطف الوالدين .. ولا يسده حنان الإخوة والأقارب .. ولا يشبعه حب الأزواج وغرامهم وعواطفهم الرقيقة .. ولا تملأه مودة الزميلات والصديقات .. فكل ما تقدم يروي بعض الظمأ .. ويسقي بعض العطش .. لأن كل إنسان مشغول بظمأ نفسه .. فهو بالتالي أعجز عن أن يحقق الري الكامل لغيره .. ولكن الري الكامل والشبع التام لا يكون إلا باللجوء إلى الله تعالى .. والعيش في ظل طاعته .. والحياة تحت أوامره .. والسير في طريق هدايته ونوره .. فحينها تشعرين بالسعادة التامة .. وتتذوقين معنى الحب الحقيقي .. وتحسين بمذاق اللذة الصافية .. الخالية من المنغصات والمكدرات .. فهلا جربتِ هذا الطريق ولو مرة واحدة .. وحينها ستشعرين بالفرق العظيم … وسترين النتيجة بنفسك … فأجابت الفتاة … ودموع التوبة تنهمر من عينيها : نعم .. هذا والله هو الطريق !! وهذا هو ما كنت أبحث عنه .. وكم تمنيت أنني سمعت هذا الكلام .. منذ سنين بعيدة .. ليوقظني من غفلتي .. وينتشلني من تيهي وحيرتي .. ويلهمني طريق الصواب والرشد … فبادرها ( محمد ) قائلا .. إذن فلنبدأ الطريق .. من هذه اللحظة .. وهاهو الفجر ظهر وبزغ .. وهاهي خيوط الفجر المتألقة تتسرب إلى الكون قليلاً قليلا .. وهاهي أصوات المؤذنين تتعالى في كل مكان .. تهتف بالقلوب الحائرة والنفوس التائهة .. أن تعود إلى ربها ومولاها .. وهاهي نسمات الفجر الدافئة الرقيقة .. تناديك أن عودي إلى ربك .. عودي إلى مولاك .. فأسرعي وابدئي صفحة جديدة من عمرك … وليكن هذا الفجر هو يوم ميلادك الجديد .. وليكن أول ما تبدئين به حياتك الجديدة .. ركعتان تقفين بهما بين يدي الله تعالى .. وتسكبين فيها العبرات .. وتطلقين فيها الزفرات والآهات .. على المعاصي والذنوب السالفات ..
وأرجوا أن تهاتفيني بعد أسبوعين من الآن … لنرى هل وجدت طعم السعادة الحقيقية أم لا ؟
ثم أغلق ( محمد ) السماعة … وأنهى المكالمة … بعد أسبوعين .. وفي الموعد المحدد .. اتصلت الفتاة بـ ( محمد ) .. ونبرات صوتها تطفح بالبشر والسرور .. وحروف كلماتها تكاد تقفز فرحاً وحبورا .. ثم بادرت قائلة : وأخيراً .. وجدت طعم السعادة الحقيقية .. وأخيراً وصلت إلى شاطئ الأمان الذي أبحرت بحثاً عنه .. وأخيرا شعرت بمعنى الراحة والهدوء النفسي .. وأخيراً شربت من ماء السكينة والطمأنينة القلبية الذي كنت أتعطش إليه … وأخيراً غسلت روحي بماء الدموع العذب الزلال .. فغدت نفسي محلقة في الملكوت الأعلى .. وأخيرا داويت قلبي الجريح .. ببلسم التوبة الصادقة فكان الشفاء على الفور … لقد أيقنت فعلا .. أنه لا سعادة إلا في طاعة الله وامتثال أوامره .. وما عدا ذلك فهو سراب خادع .. ووهم زائف .. سرعان ما ينكشف ويزول … وإني أطلب منك يا شيخ طلباً بسيطا … وهو أن تنشر قصتي هذه كاملة .. فكثير من الفتيات تائهات حائرات مثلي … ولعل الله أن يهديهن بها طريق الرشاد … فقال لها الشيخ ( محمد ) عسى أن تري ذلك قريبا
المصدر: أمراض القلوب

فتاة تائهة

بريناتا.. فتاة جميلة جدا تخرجت من الجامعة الأمريكية في دبي وبعد أن التحقت بعملها كسكرتيرة تنفيذية لدى أحد الأثرياء أعجب بجمالها ودلالها ورشاقتها.. وطلب منها مرافقته للسهر مع أحد الوفود من رجال الأعمال وأغدق عليها بالمال فلم تمانع ظنا منها أن ذلك جزء من عملها ثم عرض عليها مديرها اللعوب البيات معه في الفندق، فرفضت في البداية ثم أقنعها بالزواج العرفي..فوافقت على أن يعلن زواجهما لاحقا ريثما يعدل أوضاعه لأنه رجل متزوج ولديه 4 أولاد والشركة باسم زوجته فرضخت الفتاة لشروطه.. و تمت ممارسة الجنس السري بورقة الزواج العرفي.. وذات يوم .. انتفخ بطنها واختفت دورتها وأجرت تحاليل فتأكد الحمل السفاح وسكتت عن الكلام المباح عندما نقلها المدير الزاني إلى عيادات أحد أطباء الإجهاض ليلا لتفارق الحياة وهي لا زالت زهرة ندبة في ربيعها الثاني.
وتلك قصة سميرة الطالبة الجامعية التي أعجبت بأستاذها الجامعي وأغرته واستغلت غرائزه الخامدة وأيقظته على أنوثتها لعله يتزوجها ويستر عورتها التي انفضحت بتعدد علاقاتها.. وفرح الأستاذ بهذا الصيد الثمين وعرض عليها شرط الدعارة الحلال أو الزواج من وراء الستار فوافقت على أن يؤجلا الحمل حتى تتخرج سميرة.. وذات يوم سمعت أن الأستاذ الجامعي قد فارق الحياة بعدما أصابته نوبة قلبية مفاجئة ووقعت سميرة في حيص بيص بعدما عرفت أنها فقدت عذريتها وتاج عفتها.
وهذه قصة ثالثة لرجل عربي ثري أوقعته سماسرة المال والجمال في براثن راقصة ممشوقة القوام واغروه بممارسة الزنا مقابل وعود وعقود وهمية مع تلك الراقصة لتمثيل أفلام والوصول لسلم الشهرة والمجد.. وكان الرجل في الخمسين والفتاة في العشرين وكان شرطها أن يكتب لها شيكا بمائة ألف دولار مقابل نزوات ساعات ودفع الرجل الشيك.. ومارس الجنس المحرم وفجأة قبض عليهم الشرطة الآداب في كبسة مفاجئة.. ليحرم الرجل من الشهوة والراقصة الناقصة من المال.
وقصة الممثلة الشقراء الحسناء التي تزوجت من رجل أعمال عربي ثري معروف.. وهي صفقة جنس مقابل الثراء.. لفترة 6 شهور .. وبعد ذلك أجرت عملية ترقيع لبكارتها وأجهاص لحملها وعادت عذراء مرة أخرى للوسط الفني لتمارس هوايتها في اصطياد الأثرياء مقابل مقدم الجنس المشروط.. وتلك قصة مغنية مشهورة أيضا تزوجت من صحفي معروف وكتب لها عقد الزواج العرفي ووضعه في درج مكتبه تحسبا لأي ضبطة من رجال المباحث والآداب لأنه معروف بتعدد ثرواته.. وكثرة نزواته الجنسية.. وبعد ذلك تخرج تلك المطربة لتجيء له راقصة ثم ممثلة وهكذا.
وإليك قصة الجنس المشروط .. تتكرر كل يوم.. وكل ساعة في جميع أنحاء العالم.. بين سكرتيرة حسناء ومدير ثري عيونه زائغة.. أو طالبة جميلة واستاذ جامعي جائع.. أو ممثلة تبحث عن سلم الشهرة والمجد وتبحث عمن يرفعها لأعلى حتى لو سقطت ي وحل الجنس المحرم تحت ستارة الدعارة. وقال تعالى "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشا وساء سبيلا".
ومن عواقب الزنا النفسية الإحساس بالعار والفضيحة الإجتماعية والشعور بالذنب والحقارة والقذارة .
ومن عواقب الزنا الصحية الغصابة بالأمراض الزهرية والسيلان والهربس والكلاميديا والأيدز.
من عواقب الزنا الإجتماعية الحمل السفاح وفقدان العذرية وغشاء البكارة واللجوء للإجهاض قد يسبب الوفاة والنزيف وتمزق الرحم والعقم الدائم.
وعلم من الأثار الواردة أن الزنا له مراتب.. فهو بأحبته لا زوج لها عظيم وأعظم منه بأجنبيه لها زوج وأعظم منه بمجرم وزنا الثيب أقبح من البكر بدليل اختلاف حديهما وزنا الشيخ لكمال عقله أقبح من زنا الشاب و زنا العالم أقبح من زنا الجاهل.
اسمع قصصا عجيبة من هذه الدنيا الغريبة من شباب يبيعون أنفسهم لنساء ثريات لقاء متعة الجنس واغرب هذه القصص .. شاب أولعت به امرأة ثرية ذات مال وحسب ونسب في أحد المدن الأوروبية فتعرفت عليه واغدقت عليه المال وقضت معه السهرات و أشبعها من متعة الجنس المحرم لأن زوجها الكهل لم يعد قادرا على إمتاعها وبعد يومين اتصل بها تلفونيا ليطلب منها عشرة آلاف دولار فأعطته المرأة ثم اشترت له سيارة أحدث موديل ولا زالت تنفق عليه من ثروة زوجها الكهل.. لكي تعوض حرمان السنين من صحة هذا الشاب المسكين. الذي احتقر نفسه في النهاية على بشاعة ما يفعل وقذارة فعلته فاكتأب في النهاية وأطلق على نفسه النار وقتل معه هذه الزانية الشيطانة.

ضاع شرفها

share

comments

comments powered by Disqus

 
ثقافة جنسية © 2015 - Designed by Templateism.com